لا يوجد لدى غاري خيالاً قوياً للغاية. لا يستطيع بسهولة أن يتخيل نفسه “مكان المتقدم”. في بعض الأحيان يعتقد أن قرار المتقدم بأخذ المخاطرة كان من الغباء لدرجة من الصعب تصديقه. غالبًا ما يكون هذا لأنه يتصور أن المتقدم يواجه خيارًا بسيطًا بين السلامة والخطر. لماذا يختار أي شخص الخطر؟
تمكن بعض المتقدمين من مساعدة غاري من خلال شرح تفصيلي عما كانوا يفكرون فيه عندما قرروا أخذ المخاطرة. وقد ساعد هذا غاري على رؤية أن الاختيار الذي كان عليهم القيام به كان أكثر تعقيدًا مما بدا عليه. ساعد بعض المتقدمين غاري في فهم العوامل التي كانوا يزنونها. كما ساعد المتقدمون غاري على تخيل كيف فكروا في الخطر.
أخبرت سونيا غاري بالتفصيل عن الأفكار التي دارت في ذهنها بعد أن بدأت تتلقى تهديدات بالقتل. وبينما أخذت التهديدات على محمل الجد، استمرت في الأمل أن الحالة سوف تتلاشى. سمحت لنفسها بالاعتقاد بأنها ستتحسن.
وأوضح مانويل أنه كان على استعداد لتحمل المخاطر لإعطاء أطفاله فرصة لمستقبل جيد. من خلال قضاء بضعة أيام لإنهاء الأعمال التجارية، كان بإمكانه أن يبعد عائلته عن الفقر المدقع في بلد جديد.
ساعدت بورابي غاري على فهم لماذا كان من المهم لها أن تنهي شهادتها، على الرغم من أنها كانت في خطر. إن الحصول على شهادة يمنحها فرصة أفضل بكثير لدعم نفسها في كندا. ولكنه أيضًا، كان انتصارًا على رجل أراد تدمير حياتها. من خلال إجبارها على الفرار، كان قد سرق منها الكثير: منزلها وأصدقائها وعائلتها. لقد عملت بجد لهذه الشهادة. فلم تدعه أن يأخذها منها.
إستير و موكيسا أخبرا غاري عن كيفية وزنهما مزايا وعيوب تقديم طلب لجوء باكراَ.
أوضحت استر أنها تعتقد أن كندا خياراً أكثر أمانًا من الولايات المتحدة. ظنت أنه من المرجح أن يتم إعادتها إلى ديارها لو أنها قدمت طلبها في الولايات المتحدة. وأعربت عن اعتقادها أن لديها فرصة أفضل لقبولها كلاجئة في كندا.
وأوضح موكيسا مزايا الانتظار لتقديم طلب اللجوء. كان لديه تأشيرة طالب صالحة، لذلك لم يشعر أنه في خطر من إعادته إلى دياره أثناء إعداده لطلبه. كان يعلم أنه قد يتم إعادته إلى دياره إذا لم يقم بعمل جيد في إعداد طلبه. ورأى أنه من الخطر تقديم طلبه باكراً، قبل أن يحصل على الأدلة التي يحتاجها.
ساعدت ديزيريه غاري على فهم كيف تمكنت من إقناع نفسها بأنها ستكون آمنة بما يكفي للعودة إلى ديارها لأطفالها. بالنظر إلى الوراء، هي تعرف أنها كانت تخدع نفسها. لكنها أرادت أطفالها بشدة لدرجة أنها توصلت إلى طرق لتبرير لماذا ستكون آمنة بما فيه الكفاية. أخبرت نفسها لربما سيكون لدى الشرطة أشخاصاً أكثر أهمية لاضطهادهم. أخبرت نفسها أنهم ربما شعروا أنها تعلمت الدرس. ربما لن يهتموا لأمرها بعد الآن. أقنعت نفسها بهذه الأشياء وجعلت نفسها تصدقها.
أخبر أندريس غاري أنه أراد بشدة رؤية والده مرة أخرى قبل وفاته. بما أنه الولد الأكبر والابن الوحيد، كان من المفترض به أن يهتم بوالده في شيخوخته. لكن كان على أندريس الفرار من البلاد لإنقاذ نفسه، وترك تلك المسؤولية لأمه وأخواته. شعر الكثير من العار حيال ذلك. ما كان ليستطيع العيش مع نفسه لو أن الخوف منعه من التواجد مع والده في أيامه الأخيرة.
شرحت ليزا لغاري كيف تعاملت مع مخاوفها عندما وجدت نفسها تقع في الحب مرة أخرى. في البداية، تساءلت عما إذا كانت المخاطر تستحق العناء. كان هناك خطراً على سلامتها وكذلك خطر فقدان شخص تحبه مرة أخرى. ولكن عندما وقعت في الحب بشكل أعمق، تولى قلبها زمام الأمور. أخبرت نفسها أنه ليس هناك جدوى من العيش بدون حب. كما اعتقدت أن شريكتها المقتولة تريدها أن تكون قوية وشجاعة وأن تحظى بفرصة لأن تكون سعيدة مرة أخرى.
هناك كلمات كان محمد يقولها لنفسه كل يوم لفترة طويلة: “إذا كان اليوم هو يومي للموت، فسوف أموت اليوم”. قال هذا لنفسه بعد أن تلقى مكالمة هاتفية تحذره من عدم حضور مسيرة النقابة. قالها مرة أخرى وهو يرتدي معطفه ويركب سيارته. وأوضح لغاري أن هذه الكلمات كانت دائمًا تمده بالشجاعة التي كان يحتاجها. في ذلك اليوم أعطته الشجاعة التي احتاجها للذهاب إلى المسيرة.
شرحت كونستانس لغاري أنها تقدر حياتها، لكنها تقدر علاقتها مع الله أكثر. هي تعتقد أنه من واجبها أن تخبر الآخرين عن دينها، وأن هذا ما يتوقعه الله منها. شعرت أن الحمامات العامة هي المكان الذي كانت لدى الكتيبات فيه أفضل فرصة للوصول إلى الكثير من الناس. بالتأكيد كانت خائفة، لكنها وثقت أن حياتها في يد الله. عرفت أنها ستكافأ في الآخرة.